كيف نكتسب عادة القراءة ؟

Invalid Date1 min read

كم كنا نتمنى أن نكتسب عادة القراءة، فنحصل على شيءٍ من العلوم والأفكار، ونضيف إلى حصيلتنا اللغوية العديد من المفردات،

ونغرس في عقولنا من المعتقدات والمبادئ قدرًا كبير

ولكن، فعليًا وفي الواقع فما يحدث هو عكس ذلك تمامًا، فنحن سرعان ما نمل من قراءة الكتب، ونهدر أموالنا على كتب قد تكون بعد فترة مكدسة فوق بعضها بعضًا لا ننظر إليها أو نفتحها.

لذلك؛ ترسخت في عقولنا نظرة فكرية تجاه القراءة بأنها مضيعة للوقت والمال ولا فائدة منها.

في هذه التدوينة؛ سوف ارشدك إلى طرق لاكتساب عادة القراءة بشكل صحيح وبطرق عملية وفعالة.

-أخطاء في القراءة:

تنتج أفكارنا وتصرفاتنا السلبية تجاه القراءة عن طريق أخطاء نقع فيها قد تكون استلهمت بعضها مما قرأت أعلاه.

الخطأ الأول: قراءة كتب خارجة عن نطاق ميولك في عالم القراءة.

بمعنى آخر، هنالك أشخاص يفضلون كتب الخيال العلمي

والقصص والروايات، بينما الصنف الآخر يفضل كتب تطوير

الذات والتاريخ أو علم النفس، ولكل شخصٍ تفضيله الخاص في أنواع الكتب.

لذلك أول خطوة عليك القيام بها قبل الخوض في أي كتاب هي معرفة ميولك وهل يتناسب مع ما ستقرأها أم لا.

الخطأ الثاني: عدم التخطيط

وهو السبب الأول في ترك القراءة، فالأغلب عندما يكون

متحمس للقراءة يمسك الكتاب و يشرع في القراءة مباشرة،

وبعد فترة وجيزة يشعر بالملل، وهذا يعود إلى اعتماده على

الشغف بشكل كامل، فعندما انطفأ الشغف وعاد إلى وضعه

الطبيعي، انهدم كل ما كان قائم عليه…

يجب ان تعلم ان هنالك عاملين يجب ان تكون في الحسبان قبل قراءة أي كتاب، وهي: الكم، والمدة.

حدد كم عدد الصفحات التي ستقرأها في جلستك، واربطها

بمدة زمنية واقعية، ذلك سيزيد جديَّتك والتزامك نحو القراءة.

ومن المستحسن أن تتدرج في الكم والمدة، فتبدأ بالقليل ثم تزيد شيءً فشيء.

كما ينبغي أن تعلم أن هناك أنواعًا مختلفة للقراءة، ولكل نوعٍ هدفه الخاص. وفيما يلي صورة توضح مفاهيم أنواع القراءة بشكلٍ مبسط.

كيف تجعل القراءة عادة؟

يقر الخبراء بأنك لكي تبني عادة جديدة فإنك تحتاج إلى 21 يومًا، ولكي تحول هذه العادة الى نشاط يومي "تلقائي" فإنك تحتاج إلى 90 يومًا؛ لذلك اتبع الخطوات القادمة لبناء عادة القراءة وجعلها جزء من حياتك.

1- اربط القراءة بفعل أو مكان تحبه، كالقراءة أثناء شربك للقهوة أو بينما أنت جالس في شرفة غرفتك،هذا يعزز روح الاستمرارية لديك و يخلق ارتباط "وثيق وجميل" بينك وبين القراءة.

2- الاستمرارية، مهما كان الكم والمدة التي ستقرأ فيها؛ لا تتوقف عن القراءة! حتى لو كنت تقرأ صفحة واحدة يوميًا، المهم هو أن لا تكسر حَلَقَة العادة، فالإستمرارية أهم من الجودة.

3- دوّن وسجّل كل فائدة تتعلمها من الكتاب، هذا يرسخ المعلومة في ذهنك ويجعل الوصول إليها سهلًا ويقلل احتمالية نسيانها.

توصيات لقراءة أفضل:

1- القراءة التصفحية: تصفح الكتاب بشكل سريع ومنظم قبل الشروع في قراءته بشكل تفصيلي، هذا يساعدك في التعرف على أفكار الكتاب ومدى استحقاقه للقراءة كله أو بعضه، أو انه لا يستحق القراءة أساسًا، وذلك تجنبًا لإضاعة وقتك.

2- اقرأ في الوقت الذي تكون فيه أكثر تركيزًا وأقل تشتتًا:

وأفضل الأوقات هي الصباح الباكر، حيث أنه وقت فارغ فلن تتعارض القراءة مع مهام أو أعمال أخرى، إضافةً إلى أنه وقت خالي من المشتتات بنسبنة كبيرة جدًا.

ونقتدي هنا بقول النبي صلَّ الله عليه وآله و سلم :

(اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي في بُكُورِها)

والوقت الثاني هو قبل النوم، حيث أن الشخص يكون قد فرغ من مهامه وأشغاله وصفّى ذهنه من جميع ما في يومه، مما يجعله أكثر تركيزًا في القراءة.

وكما قال جيمس كلير في كتابة "العادات الذرية":

(قم بوضع كتابك على المخدة ، وعندما ياتي موعد النوم سوف يكون الكتاب في انتظارك).

3- حدد نوع قراءتك:

هل تفضل القراءة الورقية أم الرقمية؟ فالنهاية الموضوع هو تفضيل شخصي ولكلٍ رأيه، ولكنَّ البعض يفضل القراءة الورقية كونها تعطيه الشعور الكلاسيكي لملمس الورق فيلقى شيءً من التحفيز لحواس اللمس.

والبعض الآخر يفضل القراءة الرقمية كونها لا تأخذ مساحة وهي متوفرة دومًا وسهلة الوصول في أي وقت وزمان.

فاختر ما يناسبك واستمر عليه.

ختام:

وتذكر أن تعبك وجهدك في المواظبة والمحافظة على القراءة لن يذهب كذهاب الريح.فالقراءة هي استثمار في نفسك، وتنمية لفكرك وعقلك، وتزودك بالعلم والمعرفة جانبًا إلى علمك ومعرفتك.

شكرًا لك لمنحي بعضًا من وقتك الثمين، وأنا سعيد بتواجدك في مدونتي، في حال كان لديك افكار أو اقتراحات لمواضيع أخرى،

بإمكانك مراسلتي على البريد الالكتروني:

abdullah0yc@gmail.com

يقول الله تعالى :